لم أجد أفضل من تدوينــة "فقــط" لفاطمــة الرياحــي المدونــة التونسية المتهمة بالتدوين و التعبير عن الرأي ﻷعبر عن مساندتي لها .. كلنا فاطمة .. لن تسكت فاطمة .. و لن نسكت
ما الذي يقذف بنا داخل متاهة العوالم الافتراضية ويجعلنا مكبّلين أمام نوافذ اليكترونيّة نرى من خلالها العالم ؟ ما الذي يدفع بعاقل إلى قضاء ساعات يومه_ التي لن تعود مطلقا_ أمام شاشة حاسوب ؟
تنطلق صباحاتنا بتفقّد صندوق البريد الاليكتروني ، وتقنع نفسك قبل أن تضغط على زرّ التشغيل انّك لن تبقى إلا لنصف ساعة فقط ، فلن يضيع اليوم أيضا في مهاترات فارغة من أي معنى ، وتسقط في الشرك كأرنب ضلّ طريقه
يتضاعف عدد النوافذ التي تفتحها ، ويتضاعف عدد الدقائق التي كنت ستنفقها ، ويتضاعف عدد السجائر التي كانت ستسكن المنفضة
وتبقى مؤخرتك مشدودة إلى الكرسيّ ، وكأنّك حاكم عربي،
استوى على عرش الجياع ( وآش باش يززي الجمل من تيفاف)
هناك حيث أنت ، تستطيع أن تمدّ يدك الى لوحة مفاتيح ، لتلبس ما شاءت لك مخيّلتك من أقنعة تشتهيها ، تُلبسُ الأقنعة بسهولة موبوءة جدّا ، وتتنصّل الوجوه من ملامحها وتُسلخ القناعات المؤرقة ، ويُنفخُ في الوهم ليُصبح بحجم أحلام اليقظة ، تلتقي "نيرون " في التاسعة صباحا يكيل اللعنات إلى حكم مبارة ومحللّ رياضي "عميل" لانّ فريقه خسر البطولة ، تجلس "ايلكترا" إليك لمدّة ساعة ونصف تحدّثك عن زفاف صديقتها وتقاسمك صور الحفل ،تبقى لنصف يوم تتابع أحداث خلاف افتراضي نشب بين "تاج محل" و "بايعها بلفته" تتساقط الأسماء المستعارة من حولك كجثث أنهكتها الحياة الطين ، وتتفجّر لغتهم من وراء حجاب حاجز للحقيقة ، للحياة ،
عند السيجارة السابعة بعد العلبة الأولى تتفطّن إلى انّك أهدرت يوما آخر في معاقرة الوهم ، لا يهم غدا أبدأ من جديد